كتابة المحتوى
ما هي المدونة؟ سلة تجيب تساؤلاتك عن عالم التدوين
ما هي المدونة؟ المدونة هي منصة إلكترونية تُنشأ لنشر محتوى مكتوب أو مرئي أو صوتي بشكل دوري، ويمكن أن تتناول
تطوير منتج جديد قد يبدو صعبًا في ظل التسارع الرقمي الذي لا يؤثر فحسب في وظائف المنتجات وإنما في تناقل أخبارها، مما يجعل عملية المواكبة عملية أكثر تعقيدًا وإجهادًا. ما الحل إذن؟ لنسترجع المشهد العظيم من إحدى أفلام ديزني الأكثر شهرة؛ ”أليس في بلاد العجائب“؛ بعد جولة الركض التي قطعتها ملكة القلوب و (أليس) والتي بدت طويلة جدًا، توقفت (أليس) وأنفاسها تكاد أن تنقطع، وقالت للملكة: ”في عالمنا كنا سنصل إلى مكان آخر إذا ركضنا بسرعة كبيرة ولفترة طويلة كما نفعل الآن!“، لتجيب الملكة بلهجة متغطرسة: ”هذا البلد بطيء. الآن وكما ترين فإنك لم تغادري المكان برغم كل السرعة التي استغرقتها في ركضك السابق؛ وإذا كنتِ ترغبين في الوصول إلى مكان آخر، فينبغي عليكِ أن تركضي بضعف السرعة التي تركضين بها الآن”.
يتضح لك في هذه الاستعارة بأن المواكبة ليست كل شيء، وإنما ”الكيفية“ التي تتولّد بها الأفكار لتصبح أفكارًا رائدة بين طوفان من المنتجات المبتكرة من حولنا.
في الحقيقة، تشير الدراسات المتعلقة بدراسة المستقبل، بأن كل تطوير منتج جديد الذي نشهده اليوم، ما يزال غيضًا من فيضٍ بالمقارنة مع ما سنشهده خلال الأعوام الثلاثين المقبلة، فما نجده ”مذهلًا“ اليوم سيتحول إلى ”اعتيادي“ في المستقبل، وستكون المهارة المهمة لبقاء الإنسان هي مهارته في حسن استغلال الأفكار وتحويلها لمبتكرات جديدة باستمرار.
ستجد مئات المقالات حول تطوير منتج جديد، لكن القليل منها يعطيك مفاتيح أهم، وهي كيف تطوّر منتجاتك بعقلية الابتكار؟ ما المهارات التي ينبغي أن تتوفر عندك حتى يكون الابتكار ذا قيمة بالفعل؟ كيف تحول المنتج العادي إلى منتج مفيد ومدهش؟ كيف تساهم في تطوير منتج جديد بفاعلية وتحقق المبيعات الأرباح ؟
يعد هذا النهج نموذجًا دائريًا، لأن عملية الابتكار لا تتبع نظامًا خطيًا متتابعًا، وإنما تتخللها عقبات وتحديات وحواجز ونهايات مسدودة، وبالتالي ستحتاج إلى التقدم والرجوع عبر المراحل الست قبل اتخاذ خطوة معتبرة وذات قيمة، علمًا بأن (الهدف) سيكون حلقة الربط بين جميع المراحل، وهو ما سيحافظ على تناسقها واتساقها عند تطوير منتج جديد.
يتمثل هذا النهج فيما يلي:
وتترابط كل هذه المراحل من خلال (الغاية) التي توجّه الأداء وتساعد على التفكير وحل المشكلات على ضوئها. وحتى تكون المراحل عملية وواقعية وفعّالة فلكل مرحلة مهارات وسلوكيات وعقلية تعززها، ويمكن شرحها كما يلي في مثال ”ركوب الدراجة“:
المهارات | استخدام الدواسة والتناسق بين حركة القدمين.
العقلية | العزم والمثابرة.
مراحل الابتكار | العقلية |
التحديد | الفضول |
الاستجلاب | الابداع |
الاستقصاء | النقد |
الاستثمار | الشجاعة |
التنفيذ | الالتزام |
التطوير | الذكاء |
جميعنا نعرف سلسلة متاجر ذا بودي شوب، وبوسعنا لمس ”قيمة“ العلامة التجارية بسهولة، لأنها كانت غاية المؤسِسَة منذ البدء، وهو منطلقة من قيمها الشخصية الراسخة بعمق حول البيئة وصناعة مستحضرات التجميل والنية في إنشاء بدائل طبيعية لما هو متاح وسائد بين المستهلكين، فقادتها غايتها إلى إنشاء مؤسسة أصبحت وسيلة لتمرير قيمها، والتي نمت لتصبح شركة عالمية.
لمحة | عند التفكير في الغاية أثناء تطوير منتج جديد، فكر فيما تحاول تحقيقه، ونوع القيمة التي ترغب في تقديمها عبر منتج ومتجرك وتأكد من استخدام لغة بسيطة يمكن أن يفهمها شخص لا يعرف شيئًا عن مجال خبرتك عند تدوين غايتك، فيما يلي أنواع من القيم التي يمكن التفكير فيها عند تحديد الغاية من المنتج عند تطوير منتج جديد:
القيمة المالية: القيمة النقدية أة المادية.
القيمة الاستراتيجية/ التنافسية: التفوق الذي تكتسبه العلامة التجارية عند تقديم قيمة متوفرة لدى المنافسين لكن بجودة أفضل أو سعر أقل. اليك : كيفية تسعير المنتج في 7 خطوة
القيمة الاجتماعية: تشير إلى الآثار المترتبة، كرفاهية الأفراد والمجتمعات.
القيمة البيئية: كالفوائد المستمدة من الممارسات الإيجابية على البيئة الطبيعية.
القيمة الشخصية: تشير إلى القيمة المستمدة على المستوى الشخصي.
الماهر في التحديد بوسعه استشراف المستقبل بناءً على عقلية (الفضول) التي يتبناها في قراراته، وهو ما يصعب على الآخرين تصوره وفهمه، ولذا فعلى الماهر في التحديد التحلي بالقوة والثقة حتى يركز على وجهته، ويضع جهده وطاقته في جوانب ذات أهمية استراتيجية بعيدة المدى وتخدم علامة التجارية إيجابيًا أثناء تطوير منتج جديد.
أهم المهارات التي ينبغي التحلي بها:
1- تصور المستقبل وتخيله.
مهارة التصور تتطلب مهارة الاكتشاف، وهو ما أصبح في المتناول مع التقدم التقني وفي ظل أدوات البحث الإلكتروني؛ مما سهل الوصول للمعرفة حول العالم.
2- رؤية الاتجاهات وفهمها.
بوسع الماهر في التحديد ربط الأحداث كخيوط متصلة ببعضها تنسج معًا نمطًا واحدًا، فهم يمتلكون عقل متسع الأفق ومنفتح على المستجدات الكبرى المؤثرة على مجال تجارتهم، والاتجاهات المتغيرة باستمرار من حولهم عند تطوير منتج جديد.
3- امتلاك نظرة إيجابية للمستقبل، واستكشاف الفرص.
تتوالد الرؤى من خلال مراقبة الناس والمشكلات التي يواجهونها، وكلما استطعت تحديد الاحتياجات صار بالإمكان معرفة أماكن الفرص الحقيقية. كن ملاحِظًا قبل تطوير منتج جديد.
4- توسيع نطاق العلاقات والشبكات الشخصية.
توسيع نطاقات العلاقات يعني فتح أذهاننا على وجهات نظر مختلفة وزوايا مغايرة، كما يعني كذلك تسريع التنفيذ حين نصل للأشخاص المناسبين.
5- تمكين الآخرين من البحث عن فرص جديدة.
يعيش العالم اليوم على مبدأ التفاعل والتداخل على نطاق عالمي، فأنت مؤثر ومتأثر، وكذلك الفرص، ليست جميعها قابلة للتحقيق من قبل مجهود فردي، وهذا الجهد المتبادل يسهم كذلك في تجويد الفرص وتحسين وجهات النظر وتحقيق التعاون.
6- توفير التوجيه الاستراتيجي للآخرين لاستكشاف الإمكانات.
عليك أن توجه طاقتك وجهد مع كل ما سبق، لأنك دون تركيز ستبدد طاقتك في اتجاهات متعددة، وينتهي بك الأمر لأنك تكون مهتمًا لا مؤثرًا.
لمحة| عقلية الفضول تجعلك مرحبًا بالمخاطر والتحدي، وتعمل بشكل رائع ومثالي في ظرف غير مستقر ولا يمكن التنبؤ به.
تعد مرحلة أساسية في التطوير والابتكار، لأنها تتضمن -لتأثير عقلية (الإبداع)- توليد الكثير من الأفكار الجديدة وتحدي طريقة تفكيرك، ومن المهم أن نهتم بالبحث عن روابط بين الأفكار المختلفة وغير المرتبطة، حيث تندلع منها الأفكار العظيمة دائمًا.
أهم المهارات التي ينبغي التحلي بها:
1- توليد الكثير من الخيارات والاحتمالات.
من أشهر طرق توليد الأفكار؛ استخدام ”العصف الذهني“ دون محاكمة الأفكار، فكلما زاد عدد الأفكار التي نتوصل إليها -مهما كانت غريبة-، زاد احتمال وجود حل أو إجابة مفيدة.
2- تحدي الافتراضات.
حين كنا أطفالًا كنا نفهم العالم عن طريق إنشاء صلات، فتنمو هذه الخلايا العصبية وتتشعب بالتعلم، ومع التقدم بالعمر يتكرر استخدام ذات المسارات، فيقل تدفق الأفكار الجديدة بينما يتسارع تدفق المعلومات، ولهذا نحتاج للتحفيز بالتجارب الجديدة حتى نزيد كفاءة الابتكار.
3- رؤية الكيفية التي تندمج أو ترتبط بها الأفكار مع بعضها.
الوقت الذي نقضيه في ممارسة مهام وعلاقات محددة يعزز طريقة معينة في التفكير، ويعيق قدرتنا على إقامة روابط بين الأفكار، بينما العمل في المجالات الأكثر إبداعًا كالفنون وأحلام اليقظة والمحادثات الملهمة من شأنه تغيير المسار إيجابيًا.
4- اتساع الأفق بشأن تعلم أشياء جديدة.
حين نُطالب بالتفكير خارج الصندوق فهذا يعني الخروج عن تصوراتنا وخبراتنا ومعرفتنا، وفي حال رغبنا في تطوير منتج جديد فعلينا معرفة ما هو متاح فعليًا ثم ابتكار ما هو غير مألوف بنفس المعطيات.
5- تحفيز الآخرين على المساهمة بأفكارهم.
حين تبتكر شارك واسمع من الناس حولك، من المختص ومن العميل ومن المهتم، لأن الآراء الواقعية من شأنها أن تحسن من جودة المنتج المطور وترفع من كفاءته ليكون عمليًا ومفيدًا وذلك بكونه (حل) لمشكلة واقعية.
لمحة | الابداع أو استخدام الخيال لتطوير أفكار متفردة هو وقود الابتكار.
تعد مرحلة جوهرية لكونها توفر الكثير من الوقت والموارد والأموال من خلال عدم التسرع في تنفيذ فكرة، تطوير منتج جديد بحيث يبنى تطوير منتج جديد على بحث منهجي عن الأفكار وتحليلها وتقييمها والتأكد من أنها أفكار عملية ومفيدة، وليست مجرد أفكار جديدة فحسب، وهو ما تعززه عقلية (النقد).
أهم المهارات التي ينبغي التحلي بها:
1- اتباع منهج تحليلي ومنظم.
2- تناول الأشياء بعناية وبشكل منهجي.
3- إشراك العملاء والمستفيدون من الفكرة.
4- التأكد من أن الفكرة لديها القدرة على تلبية حاجة حقيقية.
تلميحة | غالبًا ما ينظر للنقد على أنه سلوك سلبي ومرادف للاتهامات وإصدار الأحكام على الآخرين وعلى الأفكار، لكن النقد في الواقع يتضمن الفحص العقلاني والمفصل والمتعمق للأفكار، أو لصفة الشيء وليس للشيء نفسه، وهو مهم جدًا عن تطوير منتج جديد.
بعد الابتكار والتأكد من فعالية المنتج، تأتي عملية إقناع الآخرين -متضمنًا المستثمرين- بمنتج ومدى جودته وفاعليته، وهو ما تعززه عقلية (الشجاعة) في هذه المرحلة.
أهم المهارات التي ينبغي التحلي بها:
1- التقييم النقدي واتخاذ القرارات بشأن خطط العمل.
2- الحفاظ على الهدوء واتخاذ القرارات رغم الصعوبات.
3- معرفة أين ومتى ينبغي توفير الموارد.
4- القدرة على إقناع الآخرين بالتعاون.
الاستعداد لاقتحام المجهول رغم التحديات.
لمحة | لا شك أن القيام بأشياء جديدة يثير التوتر، ليس فقط في نفسك، وإنما في البيئة الاجتماعية التي تعيش وتعمل معها، لكن الدماغ يتكيف ويتعلم ويتغير استجابة للمحفزات والخبرات الجديدة، فكن شجاعًا وإن كنت تجهل النتائج المترتبة.
بدون القدرة على تنفيذ فكرة لـ تطوير منتج جديد، لا تنشأ القيمة ولا يحدث الابتكار، وهو ما يتضمن إنجاز المهام والتخطيط وإدارة المخاطر والتنظيم، والعقلية التي يتطلبها التنفيذ هي (الالتزام).
أهم المهارات التي ينبغي التحلي بها:
1- معرفة ما يجب القيام به.
2- الاضطلاع بالمسؤليات حتى اكتمال المهام.
3- توقع المشكلات المحتملة ومعرفة كيفية تقليل المخاطر إلى أقصى حد.
4- التعاون وبناء شراكات مع الآخرين.
5- تجميع فرق يكمل أفرادها مهارات ومعرفة بعضهم بعضُا.
لمحة | الالتزام يتطلب مرونة وذكاء، وهو ما يمكن تعلمها عبر طريقة وحيدة، وهو ”اكتساب الخبرات“، يجب أن تواجه الخيبات وتخرج منها قويًا صلدًا متحفزًا وغير مستسلم، لأنك تثق بما تفعل.
في التطوير طريق مختصر Shortcut نحو استخراج المزيد من قيمة الشيء الموجود بالفعل، لأنه يتضمن التوصّل لطرق عديدة لتحسين الفكرة، واستخلاص المزيد من الثمار والمنافع منها عبر التجربة والملاحظة وسؤال المستخدمين، ولذا فالعقلية الفاعلة هنا هي عقلية (الذكاء) نظرًا لأنها مرحلة تتطلب عقلًا ثاقبًا ويقظًا وسريع البديهة.
أهم المهارات التي ينبغي التحلي بها:
1- تحليل العوامل التي أدت إلى النجاح أو الإخفاق.
2- جمع تقييمات العملاء.
3- توسيع نطاق الفكرة لتشمل نواحي أخرى بها فرص.
لمحة | فكر كيف استفادت أبل من مجموعة منتجاتها الحالية بتنويع الخيارات اللونية وخيارات سعة الذاكرة والأحجام المتعددة، والتطوير التدريجي المستمر، والجذري الدوري، لتجني بذلك الكثير والكثير من الثمار من ”الفكرة ذاتها“.