كتابة المحتوى
ما هي المدونة؟ سلة تجيب تساؤلاتك عن عالم التدوين
ما هي المدونة؟ المدونة هي منصة إلكترونية تُنشأ لنشر محتوى مكتوب أو مرئي أو صوتي بشكل دوري، ويمكن أن تتناول
260 مليار ريال؛ قيمة إيرادات التجارة الإلكترونية المتوقعة في السعودية بحلول عام 2025، هكذا أشار تقرير المنشآت الصغيرة والمتوسطة وآفاق التجارة الإلكترونية الواعدة الذي أصدرته الهيئة السعودية العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت). تؤكد تلك التوقعات كيف أن سوق التجارة الإلكترونية سوق واعد، يجعل الكثير من الشباب يفكرون في الدخول إليه.
لكن الرغبة وحدها لا تكفي، بل من المهم التفكير جيدًا إذا كنتَ تصلح فعلًا تاجرًا أم لا. ولأن الإجابة ليست بسيطة تُحسم بـ”نعم” أو “لا” من لحظة طرح السؤال، وهناك تفاصيل عديدة للإجابة، قررنا في هذا المقال اكتشافها معًا، لتتمكن من تقييم نفسك وقدرتك على الدخول إلى عالم التجارة.
عندما تفكّر في بدء التجارة، تتساءل: هل التجارة وراثة أم أنها عقلية يمكنك امتلاكها؟ ومع رؤيتك للشركات العائلية من حولك، والنجاح الحقيقي للشركات السعودية في هذا السياق، قد يتولد لديك شعور بأن التجارة وراثة فعلًا. فمثلًا في قائمة فوربس لأقوى 100 شركة عائلية عربية لعام 2023، تصدرت السعودية القائمة بواقع 33 شركة، وفي المراكز العشرة الأولى نجد أربع شركات سعودية: شركة العليان المالية – عبد اللطيف جميل – مجموعة المهيدب – سدكو القابضة.
لكن الحقيقة أن التجارة ليست وراثة، فصحيح أن وجود تاريخ سابق للعائلة قد يسهّل فكرة الدخول إلى التجارة، إذ يجد الأبناء عملًا جاهزًا ينضمون إليه، لكن في النهاية النجاحُ في التجارة يتطلب جهدًا من الجميع.
واقتناعك بأن التجارة وراثة يخلق حاجزًا وهميًا أمام طموحك لبدء التجارة، حتى إن امتلكت بعضًا من المهارات التي تؤهلك للنجاح.
أمّا إذا اقتنعت فعلًا بأنها ليست وراثة، فستبدأ في البحث عن السبل التي تساعدك على النجاح، بدءًا من اختيار فكرة ذات صلة بمجال عملك، ومرورًا بمعرفة أساسيات التجارة ومساراتها وبناءً على ذلك تحديد ما تحتاج إلى تعلمه من مهارات، ثم البدء الفعلي في تأسيس تجارتك، مع تقبلك للفشل وأنه جزء من رحلة التعلم.
لذا، سواءٌ كانت عائلتك تعمل بالتجارة أو تعمل في مجال آخر، فإن السبيل إلى النجاح كتاجر هو اكتساب عقلية التجارة، ومعرفة الأدوار المطلوبة منك كتاجر، وتطوير المهارات اللازمة للتعامل مع جوانب التجارة المختلفة، وأخيرًا اختيار المسار الصحيح لتجارتك.
العقلية هي مجموعة الأفكار والسلوكيات التي تتبناها في عملك، وهي مفتاح النجاح بأي مجال. وتختلف بالطبع العقلية المطلوبة من مجال لآخر، لذا السؤال التالي أمامنا الآن: ما هي عقلية التجارة وهل تملك أنت أي صفات منها؟
من أهم صفات عقلية التجارة:
ستتمكن بعقلية التجارة من تكوين تصورات واعية عنها وعن متطلباتها وما تحتاج إليه، وستكون على الطريق الصحيح لأخذ خطوة حقيقية نحو التجارة.
لاحظ أن معرفة المعلومات المتعلقة بالمجال أمر مهم، ولكن امتلاكك لوجهة نظر قوية حول هذا المجال سيمنحك المزيد من التميز.
مثلًا، معرفتك واطلاعك على آخر مستجدات القوانين التنظيمية في المملكة أمر هام وحيوي. ولكن، فكر في الموضوع من منظور أوسع؛ ما الذي تعنيه تلك المستجدات بالنسبة للمجال عمومًا؟ كيف يمكن أن تؤثر على فرص تجارتك إن كنت قد اخترت البدء في هذا المجال؟ ماذا ستفعل استعدادًا لتلك القوانين؟
ببساطة، ابدأ في استخدام أسلوب التفكير ثم محاولة التحليل، وستجد أنك أكثر اطلاعًا وارتباطًا بالمجالات التي تهتم بها. حاول أن تطرح الكثير من الأسئلة، وتستفيد بجمع أكبر قدر من المعارف، ثم في النهاية كوّن رأيك الخاص عمّا يحدث.
تذكر أن التجارة مثل أي مجال، بها بعض العقبات والمخاطر الشائعة، لذا عليك معرفتها وتقييم قدرتك على الاستعداد لمواجهتها. وقد تحدثنا ببعض التفاصيل عن مخاطر البدايات وكيفية التعامل معها في مقال: كيف أقلل من مخاطر بدء التجارة؟
على مر تاريخ شبه الجزيرة العربية، كانت التجارة من الأركان الأساسية لبناء المجتمعات. فعند النظر إلى الصورة الأكبر، يمكننا تعريف دور التاجر ببساطة أنه يؤدي دورًا محوريًا في عجلة الاقتصاد، ويتولى مسؤولية تنفيذ مجموعة مختلفة من العمليات التي تساهم في بيع وشراء السلع أو الخدمات في بلده.
لاحظ هنا أن هذا الدور متشعب ومتعدد الجوانب ويتطور باستمرار مع نمو تجارتك وزيادة حجم العمليات بها، لكنه غالبًا يكون ضمن مجموعة من التصنيفات الرئيسة كالآتي:
تتضمن مجموعة الأدوار المتعلقة بالعمليات اليومية في المتجر. من أهم أدوار العمليات:
يتمثل جزء كبير من مكسب التجارة في الشراء لا البيع، ولذلك فالمشتريات عملية مهمة للمتجر. من أهم أدوار المشتريات:
يمثل التسويق جزءًا رئيسًا من عمل المتجر ونجاح ترويجك للمنتجات. من أهم أدوار التسويق:
في النهاية تحقيق المبيعات هو الهدف الرئيس لأي متجر. من أهم أدوار المبيعات:
إدارة المال عملية أساسية لنجاح التجارة. من أهم أدوار الماليات:
يتعلق جزء كبير من نجاحك في التجارة بقدرتك على تقديم خدمة عملاء احترافية. من أهم أدوار خدمة العملاء:
إذا قررت أن تكون تجارتك إلكترونية، توجد مجموعة من الأدوار التقنية ذات الصلة بالمتجر. من أهم أدوار التقنية:
مع حجم الأدوار الكبير سيتولد لديك تساؤل مهم هو: هل ضروري أن تؤدي جميع الأدوار بنفسك؟ بالطبع لا، يمكنك الاستعانة بمتخصصين للعمل معك في الأدوار المختلفة حسب احتياج متجرك. لكن من الأفضل أن يكون لديك معرفة أساسية بهذه الأدوار، سواءً أن تؤديها بنفسك في البداية أو تكون لديك معرفة نظرية قوية عنها.
ستمكنك هذه المعرفة من اختيار الأشخاص المناسبين في كل دور، وستمنحك القدرة على تقييم أدائهم بشكل دقيق، وضمان فهم احتياجاتهم في العمل وتقدير جهودهم بطريقة صحيحة مثل تحديد المقابل المستحق لكل دور، وهذا سيساعدك على إدارة عملك بكفاءة أكبر وزيادة فرص نجاح تجارتك.
تتعدد المهارات المطلوبة للتجارة، وتأتي جميعها من الأدوار الأساسية التي تؤديها كتاجر. ويمكننا تقسيم المهارات إلى تصنيفين أساسيين:
وهي مجموعة المهارات المتخصصة ذات الصلة بأدوار التجارة نفسها، ومنها المهارات الآتية:
وهي مجموعة المهارات الشخصية التي تزيد من فرص نجاح التاجر في أداء أدوار التجارة، ومنها المهارات الآتية:
من غير المنطقي أن تملك جميع هذه المهارات بأعلى مستوى، خصوصًا إذا كنت في بداية رحلة حياتك العملية. وفي النهاية المهم هو أن تكون لديك هذه المهارات بمستوى متفاوت، حتى تكون قادرًا على أداء عملك بكفاءة. إذًا ماذا تفعل في حالة غياب أحد هذه المهارات؟
في جميع الأحوال أنت لست مطالبًا بأداء جميع المهام بنفسك، ونقص مهارة معينة قد يكون هو المفتاح لقرار توظيف شخص آخر يتولى أداء المهمة بدلًا منك. لكن من المهم أن تضع في خطتك تعلم هذه المهارة، فهذا سيفيدك بصفة عامة لإدارة العمل.
التجارة ليست مجالًا واحدًا ولا توجد بها طريقة عمل ثابتة، ولذلك من الضروري فهم المسارات المختلفة الموجودة بها. تقسّم مجالات التجارة ضمن أربعة تصنيفات رئيسة، وهذه التصنيفات مجتمعة تشكل نموذج العمل الذي تعتمد عليه تجارتك.
تنقسم هذه المسارات إلى نوعين رئيسين كالآتي:
يركز هذا التصنيف على تقسيم مسارات التجارة وفقًا للعملاء المستهدفين من العمليات. من أهم تقسيمات العملاء المستهدفين:
يركز هذا التصنيف على تقسيم مسارات التجارة من حيث طبيعة عملها والنمط المتّبع فيها، ومن أمثلته:
يركز هذا التصنيف على تقسيم مسارات التجارة من حيث طريقة تحقيق الإيرادات من العملاء، ومن أمثلته:
يتكون نموذج عمل تجارتك من مزيج المسارات الأربعة المذكورة سابقًا، وجزء من معرفتك بأنه يمكنك أن تصبح تاجرًا يتمثل في قدرتك على اختيار المسار المناسب لفكرتك من المسارات الأربعة، ومعرفتك بأنه لديك العقلية والمهارات التي تؤهلك لأداء الأدوار المطلوبة منك في نموذج العمل الذي اخترته.
لتوضيح الفكرة بعمق أكبر، دعنا نشاركك قصة سامي، شاب مهتم بالموضة قرر بدء تجارة لبيع الملابس العصرية، وبعد تفكير ودراسة وقع اختياره على المسارات الآتية لتحقيق هدفه:
من هنا فإن تفكيرك في المسارات الأربعة وشكل نموذج العمل الذي ستستخدمه مثلما فعل سامي، سيجعلك تفكر في التجارة بصورة شاملة وفقًا لإمكانياتك وقدراتك، وهذا قد يساعدك على التأكد من أنك تصلح كتاجر.
ختامًا، حاولنا في هذا المقال أن نضع بين يديك كل ما تحتاج إلى معرفته عن التجارة، ومن خلال التفكير في كل جزئية ستكون قادرًا على إجابة سؤال: “كيف أعرف أني أصلح كتاجر؟”، وستكون لديك رؤية واضحة عمّا تملكه وما ينقصك بالتحديد من ناحية العقلية والأدوار والمهارات، وستتأكد من أن هناك ما يلائمك من مسارات التجارة.
وننصحك دائمًا بامتلاك عقلية النمو في التجارة، فهي ستكون سلاحك لتعلم ومعرفة ما ينقصك، لضمان وصولك لمستوى أعلى فيما تتعلمه، فلا أحد يملك جميع المعارف والمهارات، لكن الفارق هو قرارك في التعلم، وتأكد أن ما ستتعلمه سينعكس بالتأكيد على فرص نجاح تجارتك.